عمران سلمان – 29 أكتوبر 2020/
تعطي غالبية استطلاعات الرأي في الانتخابات الأميركية حتى الآن الأفضلية لمرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، لكن هل يمكن الوثوق في هذه الاستطلاعات، أخذا بعين الاعتبار ما حدث في عام 2016 من خسارة هيلاري كلينتون للانتخابات، رغم تقدمها على الرئيس الحالي دونالد ترامب؟ فما الذي سيجعل هذه المرة الأمور مختلفة؟
ولكن إذا استبعدنا أيضا استطلاعات الرأي من حساباتنا كلية فكيف لنا أن نعرف أين يقف المرشحان، بايدن وترامب، على وجه الإجمال أو التقريب؟
لأجل ذلك لا يمكن استبعاد الاستطلاعات، لكن من المهم أن نعرف كيف نقرأها وما الذي تعنيه.
طبعا في أميركا هناك عشرات المؤسسات التي تجري الاستطلاعات، بعضها مهني ومحترف وموثوق وبعضها متوسط القيمة وبعضها لا قيمة له.
تنقسم الاستطلاعات إلى قسمين رئيسيين، الأول على المستوى الوطني والثاني على مستوى الولايات، وخاصة المتأرجحة منها، أي تلك التي لا تعطي أي من المرشحين أغلبية واضحة أو مريحة.
على المستوى الوطني
هذه الاستطلاعات في العادة لا تخبرنا بدقة عمن يمكن أن يفوز في الانتخابات، بالنظر إلى التعقيد المحيط بالنظام الانتخابي الأميركي (ما بين الكلية الانتخابية والصوت الشعبي) وكذلك التنوع السياسي والديمغرافي.
الاستطلاع على المستوى الوطني مصمم لقياس شعبية المرشح أو أداءه في حال كان رئيسا، وكذلك مؤشر القبول العام له. وفي حالات قليلة جدا يمكن أن تتطابق النتيجة مع نتيجة الانتخابات، إذا كان الفارق بين المرشحين كبيرا جدا.
وقياس شعبية المرشح مهمة لأمر آخر وهو الانتخابات على مستوى الكونغرس (النواب والشيوخ). فعادة تؤثر شعبية الرئيس أو المرشح على هذه الانتخابات.
على مستوى الولايات
هذه الاستطلاعات عادة تكتسب أهمية أكبر من الأولى لأنها تتعلق بالولايات المتأرجحة. وهي الولايات التي تتبقى بعد فرز الولايات المضمونة لكل مرشح. وتحديد الولايات المتأرجحة يختلف من سنة انتخابية إلى أخرى. وإن كان بعضها يتكرر في كل انتخابات بسبب التركيبة السياسية والديمغرافية الخاصة للولاية والذي ينعكس على التقارب الشديد في التأييد للحزبين الديمقراطي والجمهوري مثل فلوريدا.
ولتحديد الولاية المتأرجحة لا يكفي التقارب في الاستطلاعات فقط (أقل من هامش الخطأ)، فهناك أيضا سجل التصويت في الولاية على المستوى الوطني ومستوى البرلمان المحلي وحاكم الولاية وكذلك الأعضاء الممثلون لها في الكونغرس الأميركي. بمعنى آخر فإن الولاية المتأرجحة فعليا هي تلك التي لا تعطي أي من الحزبين أغلبية حاسمة على أي مستوى.
ينطبق هذا اليوم تحديدا على ولايات فلوريدا وأريزونا وبنسلفانيا، وإلى حد طفيف ولايات كارولاينا الشمالية (أتوقع أن تذهب لترامب) وميشيغان وويسكونسن (أتوقع أن تذهبا لبايدن) وأوهايو (أتوقع أن تذهب لترامب). لكن من الصعب تسمية ولايات مثل تكساس أو جورجيا بأنها متأرجحة رغم التقارب الشديد في استطلاعات الرأي بين المرشحين. الأرجح أنهما ستصوتان لترامب بالنظر إلى سجلهما الانتخابي.
سيناريوهات متوقعة
المهم في هذه الانتخابات برأيي هو متابعة إلى من ستذهب الولايات الثلاث المتأرجحة فلوريدا وأريزونا وبنسلفانيا. فالفائز فيها سيفوز في الانتخابات. بايدن يحتاج إلى الفوز في أريزونا فقط في حال فاز أيضا في ميشيغان وويسكونسن، أما ترامب فيحتاج إلى الفوز في الولايات الثلاث، إضافة إلى كارولاينا الشمالية وأوهايو.
طبعا هذا بالنظر إلى استطلاعات الرأي الحالية والتي أعتقد أنها مصيبة إلى حد ما هذه المرة في حالة ميشيغان وويسكونسن حيث الفارق كبير لصالح المرشح الديمقراطي، أما في باقي الولايات فمن الصعب الاعتماد على الاستطلاعات وحدها. وقد تتغير بعض الأمور أيضا من الآن وحتى يوم الانتخاب.