عمران سلمان – 27 أكتوبر 2020/
يشكل السود أو الأميركيون من أصل أفريقي حوالي 13 في المئة من سكان الولايات المتحدة، ومع ذلك فإن تأثيرهم الانتخابي يتجاوز هذه النسبة بكثير، على الأقل في ولايات معينة، حيث يشكلون كتلة مرجحة. فالإقبال الكثيف على التصويت من قبلهم قد يخلق فارقا في بعض الولايات. وقد تمكن باراك أوباما في عام 2012 من الفوز في كارولاينا الشمالية، وهي ولاية جمهورية تقليدية، بفضل التصويت الكثيف من قبل السود، رغم أنهم لا يشكلون أكثر من 20 في المئة من الكتلة الانتخابية في الولاية.
كما أن السود الذين يمنحون غالبية أصواتهم إلى الحزب الديمقراطي، يشكلون نسبة مهمة من قواعد هذا الحزب في ولايات مثل فرجينيا وميريلاند وكارولاينا الشمالية والجنوبية وجورجيا وإلينوي وميشيغان وواشنطن دي سي. وكان الفضل للسود في إعطاء الزخم لحملة المرشح الديمقراطي الحالي جو بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي حينما منحوه الفوز في ولاية كارولاينا الجنوبية والتي انطلق منها بعد ذلك ليحصد الفوز في باقي الولايات. وكان من أبرز أسباب تعثر حملة منافسه بيرني ساندزر هو عدم تمكنه من إقامة علاقات وثيقة مع السود.
ولذلك يحرص كل مرشح ديمقراطي على إثارة الحماس في أوساط السود للتصويت له بكثافة، خاصة في الولايات التي تعتبر متأرجحة، أو يمكن انتزاعها من الحزب الجمهوري.
في هذ الانتخابات سوف يصوت غالبية السود كالمعتاد إلى جانب المرشح الديمقراطي، لكن ثمة عوامل أخرى تجعلهم يحرصون على التصويت بكثافة.
يقول ريتشاردز ( 51 عامًا) وهو مستشار للأعمال في حديث لسي إن إن، بعد أن وقف في طابور التصويت في ضاحية سميرنا بأتلانتا في ولاية جورجيا لمدة ثلاث ساعات في اليوم الأول من التصويت المبكر “هذه الانتخابات أكثر أهمية من انتخابات 2008 بالنسبة لباراك أوباما. تلك الانتخابات كانت للتغيير وصنع التاريخ. هذه الانتخابات لإنقاذ الولايات المتحدة”.
ويضيف ريتشاردز، مستشهدا بمخاوف بشأن العدالة العرقية وقمع الناخبين السود. “الانقسام العرقي مازال مستمرا، نحن بحاجة إلى شخص يكون قائدًا للجميع، وليس فقط لقاعدته الانتخابية”.
ويلاحظ المراقبون أن الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي يندفعون إلى صناديق الاقتراع بمعدلات أعلى بكثير مما كانوا عليه قبل أربع سنوات، عندما كانت هيلاري كلينتون على بطاقة الاقتراع.
وبحلول يوم الثلاثاء (27 أكتوبر)، كان أكثر من 601 ألف أميركي أسود قد صوتوا في وقت مبكر في جورجيا مقارنة بنحو 286240 قبل أسبوعين من انتخابات عام 2016. وفي ولاية ماريلاند، صوت حوالي 192775 مقابل 18430 صوتًا. وكان لدى ولاية كاليفورنيا أكثر من 303145 صوت – ارتفاعًا من أكثر من 106360 قبل أسبوعين من الانتخابات قبل أربع سنوات، وفقًا لشركة Catalist.
الرئيس ترامب حاول أن يستميل السود الى جانبه بالحديث مرارًا وتكرارًا عن أنه فعل للأميركيين من أصل أفريقي أكثر من أي رئيس آخر منذ أبراهام لنكولن.
واستشهد بانخفاض معدل البطالة بين الأميركيين من أصل أفريقي، وإجراء إصلاحات في نظام العدالة الجنائية وزيادة التمويل الفيدرالي للكليات والجامعات السوداء تاريخياً.
لكن معظم السود يبدون غير مقتنعين بما يقوله. فقد وجدت استطلاعات رأي غالوب خلال الصيف أن 87٪ من الأميركيين السود لا يوافقون على وظيفته كرئيس.
يقول ويلبيرن ويلكينز (61 عامًا) الذي استيقظ في وقت مبكر من يوم 7 أكتوبر، وارتدى قناعين وتوجه إلى مركز اقتراع في جولييت بولاية إلينوي، مع زوجته.
“لدينا رئيس يمزق دستورنا الديمقراطي بالكامل. كثير من الناس يموتون لأنه يتجاهل جائحة كوفيد، ويتجاهل حقيقة أن الناس عاطلون عن العمل، ويحتاجون إلى موارد مالية. نحن بحاجة إلى التغيير”.