إبراهيم نونو لــ i24NEWS”: لم أواجه معاداة السامية في المنامة والبحرين كانت تاريخيا هي مركز الحياة اليهودية في الخليج

i24NEWS – المنامة – 4 يونيو 2021/

تحدث رئيس الجالية اليهودية بالبحرين، ورئيس مجلس أمناء الكنيس “بيت الوصايا العشر” في المنامة، إبراهيم نونو، في تصريح لـقناة i24NEWS عن خصوصيات الجالية اليهودية في البحرين وعلاقاتها بإسرائيل، قائلا: “يوجد حاليا حوالي 50 يهوديا يعيشون في البحرين (مقابل 800 في الثلاثينيات)، كما يعيش العديد من البحرينيين من الديانة اليهودية في أوروبا ويتنقلون ذهابًا وإيابًا”

وأشار إبراهيم نونو إلى أن “اليهود اعتادوا في البحرين، على الاحتفال بأعيادهم في المنزل بدلا من الكنيس، لأن المصلين لم يدخلوه منذ عام 1948، لذلك أصبح يوم السبت العائلي في المنزل هو القاعدة ولا يزال هذا مستمرا حتى اليوم”.

وأفاد نونو “قام بعض أبنائنا بتنظيم “بار متسفا” (حفل بلوغ الطفل عند اليهود) في الخارج، بينما كان آخرون محظوظين بما يكفي للقيام بذلك هنا، وكان آخرها في عام 2005، ونتطلع أيضًا إلى الاحتفال بأول حفل زفاف يهودي منذ 51 عامًا، والذي سيقام هذا العام.”

ولفت نونو إلى أنه قبل الإعلان عن الاتفاقيات الإبراهيمية بين إسرائيل والبحرين “بدأنا مناقشة إعادة افتتاح الكنيس، حيث سيأتي إليه المزيد من السياح اليهود، القادمين إلى البحرين، والذين أعربوا عن رغبتهم في زيارة أقدم كنيس في الخليج العربي”

مضيفا “قُبَيْل عيد الفصح، أعيد افتتاح كنيس’ دار الوصايا العشر’، واستقبلنا هناك العديد من السياح والوفود الإسرائيلية، في نيسان/أبريل، واحتفلنا بأول إحياء لذكرى (الهولوكوست) في الكنيس، وقبل بضعة أسابيع تشرفنا بإحضار لفافة التوراة هناك”.

وأشار نونو إلى أنه في البحرين “نجد طعام ’الكوشر’(حلال) في المحلات التجارية الكبرى، وتقدم بعض الفنادق وجبات الكوشر وكان فندق ريتز كارلتون في المنامة أول فندق في المملكة يقدم ’الكوشير’”

وفي معرض جوابه عن سؤال يتعلق بالمهن والصناعات التي يعمل فيها اليهود في البحرين، قال نونو: “عندما وصل اليهود في ثمانينات القرن 19 اشتغلوا في التجارة، وافتتحوا أعمالهم الخاصة في مجال المنسوجات والإلكترونيات والصرافة، وعمل آخرون في شركات النفط، والبنوك، والتعليم، وهي مهن لا يزال الكثير منهم يمارسها حتى اليوم”.

وتابع “يشغل الكثير منا أيضًا مناصب حكومية، حيث تم تعييني شخصيا في عام 2001، في مجلس الشورى (الغرفة العليا للبرلمان البحريني)، وعينت ابنة عمي هدى نونو في عام 2006 من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، سفيرة للبحرين لدى الولايات المتحدة، وبعدها في عام 2008، عُيِّنَت سفيرة غير مقيمة لدى الأرجنتين والبرازيل وكندا والمكسيك، وكانت لحظة تاريخية للبحرين حيث أصبحت أول دولة عربية تعين سفيرًا يهوديًا.”

وتحدث نونو عن اليهود القادمين من إيران والعراق، ولماذا اختاروا الاستقرار في البحرين، قائلا : ” كانت عائلاتنا من العراق تبحث عن آفاق حياة أفضل، خاصة من الناحية الاقتصادية، لذلك قرروا المغادرة إلى الهند، ولكن في طريقهم رسوا قاربهم في البحرين وقرروا البقاء هنا، ومنذ ذلك الحين، ازدهرت الحياة اليهودية في المملكة”، وأضاف نونو : “كانت البحرين مركزًا تجاريًا، بين الهند وأوروبا، في الجزء الأخير من القرن 19، ووصفت السفن التي تنقل البضائع إلى البصرة (العراق) البحرين بأنها مكان رائع للعيش، وهكذا نما المجتمع”

وبخصوص شعور اليهود بالأمان في البحرين في ظل تفشي معاداة السامية، قال نونو: “في الوقت الذي تتزايد فيه معاداة السامية في الغرب، لا توجد لدينا مثل هذه المشكلة في البحرين، فلم أواجه قطُّ معاداة السامية في المنامة، إنها دولة آمنة جدًا لليهود، هنا الدين شيء شخصي، ونحن نفصله عن حياتنا العامة سواء في علاقاتنا التجارية أو مع أصدقائنا، كما أن نوعية الحياة ممتازة، البحرين مكان رائع لتنشئة أسرة يهودية.”

واضاف نونو “تاريخيا، كانت البحرين هي مركز الحياة اليهودية في الخليج، واشتهرت بالتسامح والتعايش وحرية العبادة، حيث استقبلت دائمًا على شواطئها أشخاصًا من ديانات وخلفيات مختلفة جدا”.

ولفت نونو إلى أن “العائلات اليهودية عاشت جنبًا إلى جنب مع العائلات المسلمة، فقد أخبرنا أجدادنا، أن جيرانهم المسلمين ساعدوهم في تسخين طعامهم يوم السبت، وها نحن اليوم، نواصل الاحتفال بالأحداث معًا، الأعراس، وجبات الطعام الرمضانية، الاحتفال في يوم السبت، على العموم، فالبحرين تعهدت بإحلال السلام تحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة”.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *