إيران إنترناشيونال – 19 يناير 2021/
في مقابلة عبر الفيديو مع مراسل قناة “إيران إنترناشيونال” في إسرائيل قال رجل الدين الإيراني، آية الله معصومي طهراني، من مقر إقامته في طهران، إن العداء مع إسرائيل لا يستند إلى العقل والمنطق، وإن سياسة العداء التي تتخذها السلطات في بلاده ترجع إلى نية النظام التوسع في المنطقة.
يذكر أن النظام الإيراني جرّد آية الله معصومي طهراني، من زي رجال الدين وهي “العمامة” بسبب انتقاده الشديد وآرائه الجريئة حول النظام والمرشد خامنئي.
وفي مقابلة هي الأولى من نوعها مع قناة ناطقة بالفارسية في الخارج كسر آية الله معصومي طهراني “المحرمات المقدسة” حول العداء الإسرائيلي الإيراني، قائلًا: “أساسًا ليس لدينا خلاف مع الشعب الإسرائيلي أو وجود إسرائيل. بل لدينا علاقات تاريخية مع إسرائيل”.
وأضاف رجل الدين الإيراني من طهران: “الدول العربية التي لها عداء تاريخي مع إسرائيل، تركت هذا العداء جانبًا، حيث رأت أن هذا العداء لا يستند إلى العقل أو الدين. وهو الأمر الذي يجب تذكيره للنظام الإيراني”.
وقال “طهراني” حول سبب انتهاج السلطات الإيرانية لسياسة معادية لإسرائيل: “قد ترجع سياسة العداء التي تنتهجها السلطات الإيرانية مع إسرائيل إلى نية النظام التوسع، أو ضرورة وجود عدو حتى يتمكنوا من تنفيذ بعض السياسات”.
وعند سؤال مراسل قناة “إيران إنترناشيونال” في إسرائيل، بايك إسحاقي، عما إذا كان يشعر بخوف من مواجهة النظام له بعد هذه المقابلة وهذه التصريحات وهو الآن في طهران، قال آية الله معصومي طهراني: “لم أقل شيئًا جديدًا حتى أخاف من عواقبه. هم يعرفون أنني لا أنتمي إلى أي جهة ولم أتسلم أي دعم”.
وأضاف “طهراني”: “ما يمكنني قوله إلى الشعب الإسرائيلي هو أن ينتهي هذا الخلاف السياسي ویتمكن الشعبان (الإيراني والإسرائيلي) من السفر لبعضهما البعض. أرى أن عزة وكرامة البلدين تكمن في إيجاد علاقات طيبة بينهما”.
ورغم تصاعد العداء والاشتباكات غير العلنية بين إيران وإسرائيل، فإن آية الله معصومي لديه أمل كبير في المستقبل، حيث يقول: يجب أن يتبدل العداء يومًا إلى محبة، لا يمكنك أن تستمر بالعداء إلى الأبد، خصوصًا إذا كان لا يستند إلى العقل.
ويبدو أن النظام الإيراني فشل في ترسيخ طابع معاداة إسرائيل شعبيًا رغم الجهود التي بذلها خلال الأربعة عقود الماضية، فرغم الموقف الرسمي الإيراني، هناك من يرى أن غالبية الشعب لا ترى في إسرائيل عدوًا، حيث انتشرت خلال الأعوام الماضية مقاطع فيديو وصور تظهر أن طلاب الجامعات وشخصيات إيرانية لا تحبذ سحق العَلَم الأميركي والإسرائيلي أو حرقهما في مناسبات سياسية يرعاها النظام.
ورغم أن عداء طهران لإسرائيل لم يؤدِّ إلى حرب مباشرة، لكنه كلف إيران مليارات الدولارات، خصوصًا أن طهران تقوم بدعم ميليشيات فلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي، ناهيك عن حزب الله اللبناني المجاور لإسرائيل.
وحول دعم إيران لفصائل فلسطينية، يرى “طهراني” في تصريحات سابقة أدت إلى محاكمته ونزع زي رجال الدين عنه، أن “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو قضية سياسية يحاول النظام الإيراني تحويلها إلى قضية دينية ليستغلها”، حسب تعبيره.