عمران سلمان – 4 ديسمبر 2020/
يعود الحديث مجددا عن انفراجة في العلاقات الخليجية وتحديدا ما بين السعودية وقطر، بعد جولة محادثات أجراها مستشار ترامب، جاريد كوشنر في البلدين، وكذلك تفعيل الوساطة الكويتية.
لكن هذه ليس المرة الأولى التي ترتفع فيها أسهم حل الخلاف الخليجي، والتي سرعان ما تهوي من جديد. ورغم المثابرة الأميركية على جهود الوساطة والتي يقف خلفها هدف أكبر وهو محاصرة إيران، فإنها قد لا تكون هذه الأيام في أفضل حالاتها مع العد التنازلي لرحيل إدارة ترامب، واستعداد مختلف الأطراف في المنطقة لاستقبال الإدارة الجديدة، بمزيج من التوقعات المتفائلة أو المتشائمة.
ما الذي يجعل حل الخلاف الخليجي اليوم ممكنا عنه قبل عام مثلا؟ لا شيء.
القضايا محور الخلاف لا زالت على حالها. ملف جماعة الإخوان المسلمين والدعم القطري لها لا زال مفتوحا ويتسع مع الوقت؛ ملف القوات التركية في قطر والذي تطالب السعودية ودول الخليج الأخرى برحيلها لا يزال مفتوحا؛ ملف التراشق الإعلامي والتحشيد الإلكتروني لا زال هو الآخر مفتوحا.
بعبارة أخرى، لم يحدث انفراج في أي من هذه الملفات، أو على الأقل لم يتحدث أحد عن ذلك. ولا يظهر أن الحكومة القطرية مستعدة حتى الآن للتفاوض على أي منها. فهل تنهي السعودية خلافها مع الدوحة من دون الوصول إلى اتفاق معقول بشأن هذه القضايا؟
أقصى ما يمكن التوصل إليه ربما يكون إعطاء إدارة ترامب والكويت جائزة ترضية، بقبول مبدأ استمرار التفاوض، وربما حلحلة بعض الأمور، مثل السماح للطيران القطري بعبور الأجواء السعودية والعكس، أو ربما فتح الحدود جزئيا، اتساقا مع الانفتاح التركي الأخير على السعودية.
أية نتيجة أكثر من ذلك بتصوري تحتاج إلى وقت أطول وربما علاجا أعمق للقضايا مثار الخلاف، بما في ذلك إشراك الدول الأخرى مثل الإمارات والبحرين ومصر في هذه المفاوضات.
لكن حتى الآن لم يصدر ما يفيد بوجود اختراق حقيقي، بما يمكن معه الحديث عن اقتراب حل الأزمة. حتى ذلك الوقت قد لا نسمع أكثر من كلمات من قبيل “مباحثات مثمرة” و”خطوة مهمة”. وهي كلمات جرى تداولها وترديدها في مرات كثيرة سابقة.