عمران سلمان – نوفمبر 2020/
الترقب والهدوء هما المسيطران حاليا على الشارع الأميركي مع العد البطيء للأصوات فيما تبقى من الولايات التي لم تحسم أمرها يوم الانتخاب وهي نيفادا وأريزونا وبنسلفانيا وجورجيا ونورث كارولاينا.
ورغم أن الكفة تميل بوضوح إلى المرشح الديمقراطي بايدن في الولايات التي يحتاج فيها للفوز، فإن الحكمة السياسية اقتضت منه أن يركز على التزام الهدوء وانتظار عملية فرز الأصوات، وهي عملية قد تستغرق يوم أو يومين في بعض الولايات لمعرفة النتيجة النهائية.
في المقابل يستمر الرئيس ترامب في إطلاق التغريدات المشككة في سلامة العملية الديمقراطية ومطالب بوقف فرز الأصوات والحديث عن عمليات تزوير وما شابه في محاولة يائسة للتأثير على نتيجة الانتخاب.
من المتوقع أن تلجأ حملة الرئيس إلى القضاء والمحاكم وتقديم الطعون والتشبث بكل حبل قد يوصلها إلى تغيير النتائج، لكن جميع المسؤولين والمعنيين (ديمقراطيين وجمهوريين) في الولايات التي تشهد عمليات الفرز يتحدثون عن أن الفرز واحتساب الأصوات تجري بشفافية ووفق الأصول والقواعد المرعية في هذا الجانب. كما أنه لم يتم الإعلان عن تسجيل أية حالة تزوير واحدة أو وقوع مخالفات قانونية خلال عملية التصويت وكذلك احتساب الأصوات.
لا أشك في أن الرئيس ترامب سوف يقبل في النهاية بالنتيجة إذا جاءت لغير صالحه، خاصة بعد أن يدرك بأن جميع الإجراءات التي يعتزم القيام بها حاليا لن تؤدي إلى أية نتيجة. والقبول بنتيجة الانتخاب هو تقليد أصيل في الديمقراطية الأميركية، وهناك إجماع لدى الطبقة السياسية على ضرورة احترام النتائج، أيا كانت، ليس فقط لتجنب الهزات والاضطرابات الاجتماعية، وإنما أيضا لسلامة العملية الانتخابية والحفاظ على النظام الديمقراطي في البلاد والمستمر منذ أكثر من مئتي سنة.
وهذا الإجماع هو الذي ساهم في الحفاظ على الهدوء حتى الآن رغم المخاوف التي سادت في الأيام الماضية من حدوث احتجاجات وأعمال شغب وعنف ردا على نتيجة الانتخابات.
لن يكون سهلا على ترامب وأنصاره الذين استثمروا كثيرا في هذه الانتخابات وفي تصوير عهده بأنه الأفضل منذ مائة عام (بخلاف ما يعتقده غالبية الأميركيين) التسليم بخسارة الانتخابات في حال حدوثها، والأرجح أنهم سوف يسعون للبقاء في المشهد السياسي لبعض الوقت على الأقل، والأرجح أن ترامب سوف ينتقم (من الآن وحتى تركه للمنصب) من جميع الذين يعتقد أنهم تسببوا في خسارته للانتخابات أو لم يقوموا بما يكفي لمساعدته.
لكن في النهاية لا يوجد أمامه أو أمامهم حل سوى طي هذه الصفحة، إذ لا مجال للبقاء في السلطة حين تقول صناديق الاقتراع كلمتها.