على هامش الانتخابات الأميركية.. هل يخذل الهيسبانيك بايدن؟

عمران سلمان – 1 نوفمبر 2020/

هل يكرر الرئيس ترامب هذه المرة المفاجأة التي قلبت جميع التوقعات قبل أربعة أعوام ويحظى بالفوز في انتخابات تقول معظم الاستطلاعات أن منافسه الديمقراطي جو بايدن يتقدم فيها؟

هذا السيناريو لا يتفق معه كثير من المحللين هنا في الولايات المتحدة، لكن بعضهم لا يستبعد أيضا إمكانية حدوثه.

بحسب معظم الاستطلاعات الحالية فإن الطريق أمام ترامب للفوز يظل أضيق كثيرا من طريق بايدن. إذ يتعين عليه أن يفوز في جميع الولايات المتأرجحة وعلى رأسها بنسلفانيا، فيما لا يحتاج بايدن سوى استرجاع هذه الأخيرة إلى الصف الديمقراطي، والفوز بولايتي ويسكونسن وميشيغان اللتين يتفوق فيهما بوضوح. أما إذا تمكن من انتزاع ولاية أريزونا فهذا سوف يضعف كثيرا من حظوظ ترامب وربما ينهي طموحه في الوصول إلى الرقم المطلوب للفوز في الانتخابات وهو 270 من أصوات المجمع الانتخابي.

ومع ذلك هناك أمران يتخوف منهما بعض المراقبين، وهما السبب الذي يستند عليه هؤلاء في عدم استبعاد فوز ترامب.

الأمر الأول، هو عدم نجاح جو بايدن في الحصول على الدعم الكافي في أوساط الهيسبانيك واللاتينوز(الأميركيين الناطقين بالإسبانية والمنحدرين من أميركا الوسطى والجنوبية).

هذه الكتلة من الأميركيين والتي يقدر عدد أفرادها بحوالي 60 مليون نسمة (18 في المئة من عدد السكان)، وتعتبر ثاني أكبر كتلة انتخابية بعد البيض (حوالي 32 مليون ناخب أو 13 في المئة من عدد الناخبين)، تصوت عادة بأرقام كبيرة لمرشحي الحزب الديمقراطي.

لكن يبدو أن بايدن لديه مشكلة مع هذه الكتلة، التي فضلت منح أصواتها لمنافسه السابق بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

 ويحتاج بايدن إلى الفوز بكثافة في أوساط الهيسبانيك، لا سيما في ولايات مثل تكساس وفلوريدا وأريزونا ونيفادا وكاليفورنيا وغيرها.

وحسب استطلاعات الرأي يعتزم 60 في المئة من الهيسبانيك التصويت لصالح بايدن، مقارنة ب 67 في المئة منحوا أصواتهم لأوباما في انتخابات 2008، ثم 71 في المئة في انتخابات 2012.

وفي تكساس مثلا والتي يشكل الهيسبانيك فيها حوالي 30 في المئة من عدد الناخبين، يتقدم بايدن على ترامب ضمن هذه الفئة بحوالي 9.5 في المئة فقط، مقارنة مع تقدم هيلاري كلينتون في عام 2016 على ترامب بنسبة 27 في المئة.

في المقابل سوف يعتبر حصول ترامب على أكثر من 30 في المئة من أصوات الهيسبانيك نجاحا كبيرا. ويحظى ترامب بتأبيد قوي في أوساط الهيسبانيك من أصول كوبية وفنزويلية ونيكاراغوية في جنوب فلوريدا، الهاربين من أنظمة اليسار والذين تجد اتهامات ترامب لبايدن بأنه اشتراكي أو يساري صدى في نفوسهم، وكذلك بين الهيسبانيك الانجيليين المتدينين، وبين أولئك الذين تستهويهم شخصية ترامب أو شعاراته.

طبعا يستطيع بايدن التعويض جزئيا عن خسارته في أوساط الهيسبانيك بأصوات البيض الذين تشير استطلاعات الرأي إلى تخلي عدد منهم (لا سيما بين المتعلمين وسكان الضواحي وكذلك بعض كبار السن بسبب كورونا) عن ترامب، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك كافيا لتعويضه في بعض الولايات المهمة.   

الأمر الثاني، الذي يتخوف منه المراقبون هو أن يتكرر سيناريو عام 2016 عندما أخفى أنصار ترامب نيتهم الحقيقية في التصويت له، حيث أعطوا إجابات مزيفة للمستطلعين، أو تجنبوا الإجابة على بعض الأسئلة التي وجهت لهم، ما جعل هذه الاستطلاعات تخرج بنتائج غير دقيقة.

وهذا الاحتمال وارد في الانتخابات الحالية، سيما أن الرئيس ترامب والدوائر القريبة منه، دأبت على تغذية نظريات المؤامرة وحملات التشكيك في وسائل الإعلام وما تنشره من استطلاعات للرأي أو ما تبثه عن مرض الكورونا، الأمر الذي يجعل بعضهم يرفض التعامل مع هذه الوسائل.

اليومان المتبقيان على الانتخابات قد لا يعطيانا دليلا قاطعا، خاصة مع إدلاء أكثر من أربعين في المئة من الناخبين الأميركيين بأصواتهم مبكرا (بطريقة مباشرة أو عبر البريد) لكننا قد نحصل على إشارات في هذا الاتجاه أو ذاك.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *