من الدين إلى الروحانية – رحلة البحث في الواجد والموجود والوجود

يعرض هذا الكتاب مفهوم الروحانية من منطلق عصري وشامل، وليس من زاوية التصوف التقليدي. وهي تؤكد على الوحدة الجوهرية غير القابلة للانفصال بين الواجد والموجود والوجود. فهي ترى الوحدة في كل شيء. لكن تجليات هذه الوحدة تختلف من اللطيف إلى الكثيف وما بينهما من تدرجات (أشكال الوجود/المادة/الطاقة). أما إدراكها فهو رهن بتجربة كل إنسان في الحياة.

والروحانية بهذا المعنى هي عابرة للأديان والمعتقدات، وما التصوف سوى “الإناء” الإسلامي للروحانية، وهي تسمى بأسماء مختلفة في اللغات المختلفة، عبر الأزمان ولدى مختلف الشعوب والجماعات. وهذا المفهوم للروحانية نصادفه أيضا لدى بعض المتصوفة القدماء مثل الحلاج وأبو سعيد بن أبي الخير ومحي الدين ابن عربي وجلال الدين الرومي وغيرهم.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:

“الفكرة الرئيسية لهذا الكتاب هي الروحانية، وقد سعيت بما أسعفتني اللغة إلى شرحها وتقريبها للفهم. والروحانية مستمدة من الروح، والروح لا تعريف لها. لكن يمكن إدراكها والشعور بها. وأقدر شخصيا مدى صعوبة هذا الأمر بالنسبة لمن لا يؤمن بالروح أو الروحانية وبالنسبة لمن يؤمن بها ولكنه يتعامل معها على مستوى الظاهر. أي على مستوى اللغة، حيث اللغة لا تساعد كثيرا في عملية الإدراك.

لقد وجدت طوال السنوات الماضية أن الروحانية، تساعد الإنسان على التطور الروحي والنفسي كما تساعده على فهم العديد من المسائل الوجودية. والأهم أنها تعامله باعتباره عالما قائما بذاته، لا يتعين عليه أن يكون تابعا لأحد. فكل إنسان له تجربته الروحية الخاصة به مع المقدس، وهي مثل النور الذي ينير له الطريق ويدله على ما يجب أن يفعله. ينطبق ذلك على من يؤمنون بالروحانية ومن لا يؤمنون بها. فالتجربة الروحانية ليست مرادفة للتدين. وعدد هذه التجارب بعدد أنفاس الخلائق كما يقول الصوفية. 

إن البشر يشتركون في جوهر إنساني واحد. وبالتالي لا يفترض التصور بأن شخصا ما هو أفضل أو أعرف أو أعلى من الآخرين. إن علاقة الله بجميع البشر علاقة متساوية، فالله ليس ملكا حصريا لأحد، ولا يحق لشخص أن يدعي بأنه يمثل الله أو يتكلم باسمه وأن الآخرين لا يمثلونه.

حتى الأنبياء والرسل لا يملكون هذا الحق، هم فقط يبلغون رسالة الله كما فهموها، لمن أراد أن يستمع لها. لكنهم لا يملكوا أن يضعوا أنفسهم، موضع من يتحدث باسم الله أو ينقل أوامره أو تعاليمه لغيرهم من البشر، ناهيك عن فرضها على الآخرين. فليس لله، بحسب فهمي، أوامر وبالتأكيد ليست لديه تعاليم (فهو ليس إنسانا آخر). هذه الأوامر والتعاليم هي ما فهمه البشر على أنها كذلك.  

بعبارة أخرى فإن الروحانية تعامل الإنسان بما يليق به، وكما خلقه الله، كاملا وحرا في أصله وجوهره، بعيدا عن التبعية والاستعباد والأحكام والآراء. ومسألة إدراك الإنسان لذلك من عدمه أمر يعود إليه وليس إلى الله. 

ويمكن للروحانية أن تحل الكثير من المشاكل بين البشر أيضا. فالنزاعات التي تجتاح عالمنا، هي في جوهرها نابعة من سيطرة وتحكم الأنا بالإنسان، ليس بالضرورة الأنا الفردية، أحيانا تكون الّأنا الجماعية لدى جماعة من البشر، ترى في نفسها أنها الأفضل والأكثر أحقية بالحصول على الموارد والامتيازات، فتشن الحروب وتمارس القمع والاستبداد من أجل ذلك”.       

الكتاب متوفر في معظم المكتبات العربية وكذلك لدى أبرز المواقع التي تبيع الكتب عبر الإنترنيت:

جمالون

نيل وفرات

كتبن

أما النسخة الإلكترونية فهي متوفرة لدى

أمازون

الكتاب: من الدين إلى الروحانية – رحلة بحث في الواجد والموجود والوجود   

تأليف: عمران سلمان 

تاريخ النشر: أغسطس 2020              

الناشر: شركة دار الخيال للطباعة والنشر والتوزيع       

الغلاف: ورقي عادي

عدد الصفحات: 168 صفحة  

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *