بقلم/ عمران سلمان – 7 أكتوبر 2024/
يبدو هذا السؤال غير ذي معنى بعد مرور عام على الهجوم الارهابي المروع الذي قامت به حركة حماس على جنوب إسرائيل والذي دفع إسرائيل للرد على الحركة بمهاجمة قطاع غزة وتدميره وإنهاء حكمها فيه.
ولمن يعتبر ذلك انجازا من قبل حماس أقول: اذا كان هذا انجازا فماذا تكون النكبة إذن؟
مع ذلك فان القاموس العربي غير معتاد على الاعتراف بالهزيمة وبالنكبات ولطالما حولت الهزائم المدوية إلى انتصارات وبطولات قل نظيرها.
وحركة حماس في غزة ليست استثناء من ذلك.
هنا ايضًا يتحدث الكثير من المعلقين العرب والمسلمين عن طوفان الأقصى وما تسبب فيه باعتباره انتصارًا.
في الأردن أحيت الجماهير هذه المناسبة على نحو صاخب، حيث اعتبرت أنه يوم تحرير وكرامة وما شابه ذلك.
وفي اليمن تم اعتبار 7 اكتوبر يوم عطلة رسمية ومناسبة للاحتفال
بينما في أماكن أخرى جرت سرقة 7 اكتوبر نفس التاريخ وهي مذبحة حماس ضد الاسرائيليين وتحويلها الى ذكرى للحرب التي شنتها إسرائيل بعد ذلك بأيام ضد حماس.
لكن الأمر المثير أن اولئك الذين احتفلوا بمجزرة حماس هم في الواقع يؤيدون ويبتهجون لما فعلته الحركة من قتلها لمدنيين إسرائيليين والأعمال الوحشية التي ارتكبتها ضدهم بما في ذلك اخذها للنساء والرجال والأطفال رهائن إلى قطاع غزة.
بعبارة أخرى هم يحتفلون بقتل الإسرائيليين وترويعهم واغتصابهم ولا يجدون في ذلك أية غضاضة أو مشكلة.
وهم وبعد عام أيضا من معاناة سكان غزة الفلسطينيين التي لا توصف جراء الحرب والقتل والتشريد يمنون أنفسهم باستمرار القتال ويذكّرون الجميع بأن الجزائر خسرت مليون ونصف إنسان (شخصيا أشك في هذا الرقم) في صراعها مع فرنسا وبالتالي لازال أمام الفلسطينيين الكثير من القتلى كي يصلوا إلى هذا الرقم!
يقول خالد مشعل رئيس إقليم الخارج في حركة حماس في مقابلة مع رويترز إن “التاريخ الفلسطيني عبارة عن جولات ومحطات.. وإن طوفان الأقصى هو جولة من صراع أوسع ممتد منذ 76 عاما”.
كما زعم أن حماس تنهض وتستعيد عافيتها وتواصل تجنيد المقاتلين وتصنيع السلاح!
وربما يتسائل أي إنسان طبيعي عما الذي يجب أن يحدث كي يقتنع هؤلاء بأن ما تقوم به الجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد وحزب الله وغيرهم هو ضرب من الجنون والانتحار بحق المدنيين الأبرياء ممن وضعهم القدر اللعين في طريق هذه الجماعات التي تضحي بهم بكل سهولة ويسر على مذبح اعتقاداتها وأوهامها المريضة.
لا يوجد تفسير غير ذلك، و حين يعتبر القتل والتشريد والدمار وانقطاع أسباب الحياة انتصارا فمن الطبيعي أن نتسائل ما هو شكل الهزيمة التي يتصورها هؤلاء؟
يبدو في نهاية المطاف أن هؤلاء لا ينهزمون .. فهم يَقتلون ويٌقتلون وعيونهم على الآخرة. إنهم ليسوا خطرا على إسرائيل فقط ولكن على البشرية جمعاء.