بقلم / عمران سلمان – 9 سبتمبر 2024/
تقول قناة الجزيرة إن سماء العاصمة الأردنية عمان شهدت ألعابا نارية واحتفالات بعملية معبر اللنبي (جسر الملك حسين مع إسرائيل) الإرهابية والتي نفذها ماهر الجازي وهو سائق أردني أطلق النار على موظفي الأمن في المعبر مما أسفر عن مقتل 3 إسرائيليين، ومصرعه على يد الشرطة الإسرائيلية.
وتضيف الجزيرة أن مئات الأردنيين احتشدوا في العاصمة عمان احتفاء بعملية إطلاق النار ورددوا هتافات مباركة للعملية ومؤيدة للجماعات الإرهابية الفلسطينية.
ومن بين الهتافات التي رددها المشاركون: “من عمّان لابن معان.. كلنا مع الطوفان”، و”يا أبو عبيدة لبيّناك.. شعب الأردن كله معاك”.
كما أقام أردنيون جنازة رمزية لمنفذ العملية ماهر الجازي أمام المسجد الحسيني في عمّان تحت عنوان “من الكرامة للكرامة”.
كما أظهرات حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي مواطنين أردنيين يوزعون الحلوى ابتهاجا بالعملية وكذلك إشادات مختلفة بمنفذ العملية.
الواقع أن ردة الفعل الشعبية هذه والتي تتم بصورة علنية وفي وسط العاصمة عمان، وبمباركة من السلطات كما يبدو، إذا كان لها أن تؤكد شيئا فهو أن الأردن يتحول تدريجيا إلى ساحة لممارسة النشاطات الإرهابية وليس بعيدا اليوم الذي نرى فيه المزيد من الأردنيين وخاصة من عناصر الأمن والجيش الذي ينفذون عمليات مسلحة ضد إسرائيل.
هناك قابليات كبيرة في الأردن لهذا النوع من العمليات، خاصة أن الخطاب الرسمي الأردني يحرض ويتبنى رواية حماس والجماعات الإرهابية الأخرى لما يجري في غزة وفي الضفة الغربية أيضا.
هناك جهد أردني اليوم، غالبيته رسمي، يتماهى مع الخطاب الإخواني ويحمل إسرائيل المسؤولية عن جميع ما يحدث في الساحة الفلسطينية ويعفي المنظمات الإرهابية من أية مسؤولية أو جريمة ترتكبها سواء في حق الفلسطينيين أو الإسرائيليين.
بعبارة أخرى، أصبح الأردن الساحة المقبلة للصراع وربما الساحة التي يتسلل منها الإرهابيون للقيام بعمليات مسلحة ومهاجمة المدنيين والعسكريين الإسرائيليين.
ولا يستبعد أن تنخرط وحدات من الجيش الأردني وربما بعض وحدات أجهزة الأمن في هذه العمليات، إما بشكل مباشر أو عبر التنسيق مع الجماعات الإرهابية لمهاجمة أهداف داخل إسرائيل.
السؤال هو لماذا يسمح ملك الأردن وكذلك المؤسسة الرسمية التي تتلقى مساعدات من الحكومة الأميركية، بتحول الأردن إلى ساحة مواجهة مع إسرائيل، في الوقت الذي تربط البلدين معاهدة سلام تعتبر نموذجا لعلاقة صحية ومفيدة بين بلدين متجاورين.
لا أحد يفهم، حقيقة، دوافع الأردن من هذا السلوك العدائي الآخر والمدمر للذات، ولكن النتيجة هي أن المملكة التي ظلت حتى الآن بمنأى عن الاضطرابات في المنطقة، بدأت تنزلق إلى ساحة الصراع مع إسرائيل وتتماهى مع ساحات لبنان والعراق واليمن وإيران، وهناك من يراهن على تحويلها إلى ساحة متقدمة بحكم الموقع الجغرافي. وخلال الفترة الماضية تحدث تقارير كثيرة عن محاولات إيرانية لتهريب السلاح إلى الأردن وتجنيد أردنيين للقيام بعمليات مسلحة ضد إسرائيل.
المشكلة هي أن السلطات الأردنية تبدو اليوم أكثر ميلا لتقبل هذا النوع من العمليات والسماح بحدوثها وتبريرها.