عمران سلمان – 16 نوفمبر 2020/
في الشرق الأوسط يحب الناس اللجوء إلى تفسيرات خارج نطاق المنطق أو المعقول لتفسير كل ظاهرة لا يستطيعون فهمها. خسارة ترامب تقع ضمن هذا السياق. التفسيرات الرائجة هي أن “الدولة العميقة” أي المجمع العسكري والاستخبارات والبيروقراطية الأميركية والإعلام … الخ، هي التي تسببت في خسارة ترامب، لأنه أظهر عدائه لها. بل أنهم يتحدثون، من دون دليل، عن أن الرئيس المنتخب بايدن هو شخصية ضعيفة ولا يملك كاريزما كافية للفوز على ترامب فكيف حدث أنه لم يفز فقط وإنما حصد أصوات أكثر من جميع الرؤساء الذي سبقوه بما في ذلك أوباما؟
الإجابة على هذه التساؤلات يمكن اختصارها في جملة واحدة وهي “الشعب الأميركي”. طبعا هذه الإجابة لا تقنع الكثيرين في المنطقة، لأن الشعوب هناك لم تعتد على أن تكون لها الفرصة لتغيير دفة الأحداث في بلادها. وليس بمستطاع أي كان أن يقنع “المحللين” في المنطقة العربية بأن الشعب الأميركي له إرادته الحرة عندما يتعلق الأمر باختيار الرئيس.
لكن في الحالة الأميركية هذه هي الإجابة ببساطة. أن الناس قرروا أن ترامب ليس هو الرئيس المناسب فقاموا بإسقاطه. قد يكون من الجائز أن هناك من صوت لبايدن ليس قناعة فيه ولكن كرها في ترامب، بالضبط كما حدث في انتخابات 2016 حينما صوت آخرون لترامب أو امتنعوا عن التصويت بسبب كرههم لهيلاري كلينتون.
هذا يحدث في الانتخابات الأميركية، وهو ليس أمرا جديدا أو مستغربا.
لكن الأمر المؤكد هو أن إرادة الناخب الأميركي، وليس ما يسمى “الدولة العميقة” أو ما شابه هي التي أسقطت ترامب.
ولأن حجم الموقف السلبي من ترامب كان كبيرا، لهذا كانت نسبة التصويت كبيرة أيضا، وإلى الدرجة التي ضمنت خسارته، رغم أنه حصد أصواتا أكثر من الانتخابات السابقة.
الدرس هنا هو أن نسبة كبيرة من الشعب الأميركي شعرت بالخطأ الذي تم في عام 2016، وصممت على تصحيح هذا الخطأ. وكانت الإشارة المبكرة على ذلك هي الطوابير الطويلة التي تحملها الناس على مدى أيام وأسابيع في التصويت المبكر، من أجل أن يقولوا كلمة واضحة لا لبس فيها “كلا لترامب”.