عمران سلمان – 25 أكتوبر 2020/
يتطلع الديمقراطيون منذ أكثر من عقد إلى تحويل ولاية تكساس إلى اللون الأزرق، وانتزاعها من الجمهوريين. لكن حدوث ذلك لن يعني فقط إضافة ولاية إلى عمودهم من الولايات التي تغطي الساحلين الشرقي والغربي وأجزاء من الشمال والوسط الأميركي، بل سيشكل نهاية فعلية لأية محاولة جمهورية للفوز في أية انتخابات رئاسية قادمة، نظرا إلى أهمية تكساس وحجم مجمعها الانتخابي (38 صوتا)، ولهذا تبدو المعركة عليها مهمة للديمقراطيين ومصيرية للجمهوريين.
ورغم أن فوز المرشح الديمقراطي جو بادين في تكساس قد يبدو صعبا، إن لم يكن مستحيلا، لكن ثمة تحولات ديمغرافية وسياسية شهدتها أجزاء من الولاية في السنوات الأخيرة تجعل من تطلع الديمقراطيين أمرا مبررا، وربما تقربهم من هدفهم في الدورات الانتخابية القادمة.
لذلك تعتبر الانتخابات الحالية التي تجري، إضافة إلى الرئاسية، أيضا على مستوى برلمان ولاية تكساس وكذلك نوابها في الكونغرس وأحد مقعديها في مجلس الشيوخ الأميركي، بارومترا على التوجهات المستقبلية للولاية. وما إذا كانت ستتحول إلى اللون القرمزي (دلالة على التأرجح) أو تظل مائلة نحو اللون الأحمر. لكن في كل الأحوال فإنها باتت بحسب تقدير معظم المحللين ميدان معركة بين الحزبين بعد أن ظلت لعقود تحت السيطرة الكاملة للجمهوريين.
وكان آخر رئيس ديمقراطي فاز في تكساس هو جيمي كارتر عام 1976، ومنذ ذلك الوقت تعطي أصواتها دائما للمرشح الجمهوري.
لكن أنظار الديمقراطيين في تكساس لا تتجه في هذه الانتخابات إلى الرئاسة تحديدا، وإنما لانتزاع برلمان الولاية الذي يسيطر عليه الجمهوريون منذ عام 2004.
ويحتاج الديمقراطيون إلى انتزاع تسعة مقاعد فقط من مقاعد البرلمان البالغ عددها 150 مقعدا، للفوز بالأغلبية.
وهي نفس عدد المقاعد التي فاز في دوائرها المرشح الديمقراطي بيتو أورورك في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2018، رغم خسارته أمام الجمهوري تيد كروز بفارق 2.6 في المئة فقط.
ومن شأن سيطرة الديمقراطيين على برلمان الولاية أن تمنحهم سلطة في عملية إعادة تقسيم الدوائر عام 2021، عندما من المتوقع أن تحصل الولاية على ما يصل إلى ثلاثة مقاعد جديدة في الكونغرس الأميركي. كما سيعطيهم صوتًا في رسم الخطوط التشريعية لولاية تكساس للعقد القادم.
وإضافة إلى انتخابات برلمان الولاية ثمة أيضا خمسة مقاعد في الكونغرس الأميركي يسيطر عليها الجمهوريون حاليا تشهد تنافسا حاميا، وقد يتم انتزاعها.
كل ذلك لم يكن ممكنا لولا التغييرات الكبيرة التي شهدتها تكساس في السنوات الأخيرة والتي بدت مؤشراتها في تراجع شعبية الرئيس دونالد ترامب إلى ما دون الخمسين بالمئة، وتمرد نسبة لا بأس بها من الجمهوريين التقليديين وخاصة في أوساط البيض الذي يعتبرون أن الحزب الجمهوري لم يعد له وجود وأن الحزب الحالي هو حزب ترامب، الأمر الذي يدفعهم للتصويت لمرشحي الحزب الديمقراطي.
أما العامل الآخر فهو النمو الكبير الذي تشهده المناطق الحضرية، بحيث أصبح العديد مما كان يعتبر ضواحي تقليدية هو في الحقيقة مجرد امتدادات لتلك المناطق، مثل ضواحي مقاطعة تارانت وضواحي دالاس ومنطقة هيوستن الكبرى. وهو الأمر نفسه الذي حدث في ولاية فرجينيا قبل أعوام.
ويتوقع مسؤولو الانتخابات في تكساس أن تكون المشاركة هذا العام في الانتخابات غير مسبوقة، فخلال أسبوعين من التصويت المبكر، صوت أكثر من 6.9 مليون شخص، وهو رقم يمثل أكثر من ثلاثة أرباع الإقبال الكامل لعام 2016. وهو ما لم يحدث في أي مكان في البلاد حتى الآن.