ليس لدى إسرائيل خيار سوى القتال!

 بقلم/ عمران سلمان – 25 سبتمبر 2024/

من الأمور الغريبة العجيبة في هذه الحياة أنك ترى أناسا يتسلحون ويستعدون للقتل والقتال ويحرضون ليل نهار على الحرب وعلى إزالة إسرائيل، ويقومون بأعمال مسلحة، ثم إذا هاجمتهم إسرائيل وقصفت مناطقهم تصايحوا وتباكوا على قتل المدنيين وتدمير منشآتهم وما شابه!

إنهم يقصفون إسرائيل والمدن الإسرائيلية من دون تمييز، ولولا قدرة إسرائيل على التصدي لصواريخهم وقذائفهم لذهب الآلاف من المدنيين ضحية لها، ومع ذلك فهم يتذكرون فقط مدنييهم ولا يتذكرون المدنيين الإسرائيليين!

أقول إن هذا الأمر الغريب للأسف يحدث ويتواصل كل يوم وتلوكه وسائل الإعلام، من دون أن يطرح أحد السؤال البسيط والمنطقي وهو ما حاجة لبنان للحرب والقتال من الأساس؟

إذا كنا نفهم مثلا أن الفلسطينيين يعتقدون بأنهم يقاتلون ويقتلون من أجل أرض متخيلة لهم، سلبت منهم ويسعون لاسترجاعها، فما حاجة اللبنانيين لذلك؟

لماذا يوجد تنظيم مثل حزب الله، دولة مسلحة داخل الدولة؟

يقولون إن ذلك لصد الأطماع الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية!

والسؤال هنا هو لماذا يكون لدى إسرائيل أطماع في لبنان ولا يكون لها أطماع في مصر أو الأردن مثلا وهي محاذية للأراضي الإسرائيلية؟

لماذا لبنان من دون غيره من الدول العربية، وهو بلد صغير وضعيف وفقير الذي يعاني من الشعور المرضي بأنه مستهدف من إسرائيل؟

الإجابة التي يعرفها الجميع أن أطماع إسرائيل المزعومة هي مجرد حجة لوجود حزب الله، إذ هو اليوم وقبل اليوم مخلب قط لمحور الشر الإيراني، والحقيقة معكوسة وهي أن لحزب الله أطماع في الاراضي الإسرائيلية وليس العكس. فهو يخطط ويعمل من أجل اجتياح منطقة الجليل في إسرائيل والاستيلاء على مدن فيها.

ولو كان حزب الله يملك القدرات والإمكانيات فهو لن يتورع عن اجتياح المدن الإسرائيلية وقتل الرجال واسترقاق النساء والأطفال اليهود وتدمير المنشآت، بالضبط كما فعل تنظيم داعش مع الأيزيديين.

لذلك من المهم أن تواصل إسرائيل قصف كل ما من شأنه له علاقة بحزب الله. ولا يجب أن تترك مجالا للحزب كي يتنفس أو يلتقط أنفاسه.

من المؤكد أن تدمير حزب الله ومنشآته وجميع مؤسساته هو هدف مشروع ومفيد في الوقت نفسه سواء للبنانيين أو الإسرائيليين أو لعموم سكان المنطقة.

ولذلك لا بنبغي أن تراود الإسرائيليين الشكوك في نوايا حزب الله وحلفائه من الجماعات الإسلامية، فهؤلاء لن يترددوا في أي وقت أو ظرف في قتل وسحق اليهود وإذلالهم وتدميرهم.

ما يمنعهم عن فعل ذلك اليوم أو بالأمس هو شيء واحد فقط وهو قوة إسرائيل وقدرتها على الدفاع عن نفسها وهزيمة أعدائها. هذا هو المانع الوحيد.

وفي أي لحظة تضعف فيها إسرائيل أو تخفض سلاحها فسوف ينقض عليها ذئاب المسلمين وضباعهم فتكا وقتلا وسبيا ولن يجد اليهود أي يد تمتد إليهم بالمساعدة للأسف.

هذا هو الواقع وهذا ما تجد إسرائيل نفسها في إزاءه سواء في لبنان أو الأراضي الفلسطينية. المشكلة هي أنها تعيش في بيئة طاردة وغير مرحبة، وأملها الوحيد هو أن تروض المجتمعات المحيطة بها وأفضل وأسرع طريقة لذلك هي إشعارهم باستحالة انتصارهم أو القضاء عليها، وأن التعايش معها يجلب لهم فوائد أكثر بكثير من محاربتها. فهل تنجح في ذلك؟ أشك في هذا وإن كنت آمل فيه. لأن تجارب التاريخ الحديث لا تشجع على ذلك.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *