بقلم / عمران سلمان – 7 أكتوبر 2023/
من الواضح أن الهدف من هجوم حركة حماس على إسرائيل هو قطع الطريق على السعودية وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام كان يلوح في الأفق. ومن الراجح أن إيران وميليشياتها قد أعطوا حماس والجهاد وغيرهما الضوء الأخضر لشن هذا الهجوم وفي مثل هذا التوقيت ربما لأنهم شعروا بأن الوقت ينفد خاصة مع دخول فصول المفاوضات بين السعودية والولايات المتحدة مراحلها الأخيرة.
عسكريا، بالطبع حققت حركة حماس نجاحا غير مسبوق وغير متصور في هجومها هذا، ليس فقط من خلال قدرتها على إيقاع العدد الكبير من القتلى والجرحى والأسرى في صفوف الإسرائيليين، ولكن أيضا أنها أظهرت قدرات عسكرية واستخبارية متقدمة، مكنتها من التسلل والسيطرة على مراكز أمنية وخوض اشتباكات مباشرة مع الجيش الإسرائيلي في غلاف قطاع غزة.
مع ذلك وفي نهاية اليوم، لا يبدو أن حماس سوف تتمكن من جني أية فائدة استراتيجية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
على العكس من ذلك، يمكن القول ببساطة إن حماس ربما نجحت في مسعاها وهو عرقة اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ولكن المؤكد أن القضية الفلسطينية خسرت لعقود قادمة، وربما لن تقوم لها قائمة قبل مضي زمن طويل.
وبعد أن ينجلي غبار هذه المعارك لن يكون ممكنا لأحد أن يتحدث عن دولة فلسطينية، بعد أن رأى العالم كله كيف تصرف مسلحو حماس ومؤيدوهم من فلسطينيي غزة الذين هاجموا المدنيين الإسرائيليين في بيوتهم وفي مناطقهم وقتلوا وجرحوا من استطاعوا وأخذوا من تمكنوا من أخذهم رهائن إلى غزة.
أكثر من ذلك أعطى ما فعلته حماس مبررا شرعيا لإسرائيل لاجتياح قطاع غزة وربما إفراغه من أكبر عدد ممكن من سكانه ودفعهم إلى النزوح إلى مصر عبر الغارات وتدمير البنية التحتية للقطاع.
بمعنى آخر فإن حماس لن تجد بعد فترة قصيرة منطقة كانت في يوم من الأيام تحكمها.
فأي كان الوقت الذي يسوف يأخذه ذلك وأي كانت الخسائر التي سوف تتكبدها إسرائيل، وأي كان الجهد العسكري الذي سوف يتطلبه، فإن هذه الحرب لن تضع أوزارها قبل تصفية آخر وجود معتبر لحماس في غزة. وذلك ببساطة لأن إسرائيل لا تملك خيارا آخر.
كل حل دون ذلك يعني تكرار ما حصل وبصورة أبشع وأكثر دموية في المستقبل. ولا تملك هذه الحكومة أو أية حكومة إسرائيلية أخرى أن تتصرف على نحو مختلف، لأن وجود إسرائيل نفسه قد أصبح ببساطة على المحك.